بسم الله الرحمن الرحيم
أخبرنا القاضى أبو بكر محمد بن عقيل بن زيد الشهرزورى—رضي الله عنه—قال: حدثنا القاضى أبو عبد الله محمد بن على بن زادلج، قال: حدثنا عبد الخالق ابن الحسن، قال عبيد الله بن ثابت بن يعقوب الثورى المقرئ، قال: حدثنا أبى، قال: حدثنا الهذيل بن حبيب أبو صالح الزيدانى عن مقاتل بن سليمان عن ثلاثين رجلا منهم اثنى عشر رجلا من التابعين منهم من زاد على صاحبه الحرف ومنهم من وافق صاحبه فى التفسير فمن الإثنى عشر عطاء بن أبى رباح، والضحاك بن مزاحم، ونافع مولى ابن عمر، والزبير وابن شهاب الزهرى، ومحمد بن سيرين، وابن أبى مليكة، وشهر بن حوشب، وعكرمة، وعطية الكوفى، وأبو إسحاق الشعبى، ومحمد بن على ابن الحسين بن على، ومن بعدهؤلاء قتادة ونظراؤه حتى ألفت هذا الكتاب. قال عبد الخالق بن الحسن: وجدت على ظهر كتاب عبيد الله بن ثابت عن أبيه تمام الثلاثين الذين روى عنهم مقاتل. قال: حدثنا الهذيل، قال: رجال مقاتل الذين أخذ التفسير عنهم سوى من سمينا قتادة بن دعامة، وسليمان بن مهران الأعمش، وحماد ابن أى سليمان، وإسماعيل بن أبى خالد، وابن طاوس اليمانى، وعبد الكريم وعبد القدوس صاحبى الحسن، وأبو روق، وابن أبى نجيح، وليث بن سليم، وأيوب وعمرو بن دينار، وداود بن أبى هند، والقاسم بن محمد، وعمرو بن شعيب، والحكم بن عتبة، وهشام بن حسان، وسفيان الثورى. ثم قال أبو محمد: قال أبى. فقلت لأبى صالح: لم كتب عن سفيان وهو أكبر منه؟ فقال: إن مقاتل عُمِّرَ فكتب عن الصغار والكبار.
قال أبو محمد: قال أبى: قال أبو صالح: بذلك أخبرنى مقاتل.
قال: حدثنا عبد الله، قال: وحدثنى أبى، قال: حدثنا الهذيل عن مقاتل، قال: أنزل القرآن على خمسة أوجه أمره، ونهيه، ووعده، ووعيده، وخبر الأولين. قال حدثنا عبيد الله قال: وحدثنى أبى قال: حدثنى الهذيل عن المسيب عن الأعمش عن ابن جبير عن ابن عباس—رضي الله عنه—قال: تعلموا التأويل قبل أن يجئ أقوام يتأولونه على غير تأويله. قال: حدثنا عبيد الله، قال: حدثنى أبى، قال: حدثنا الهذيل عن أبى قلابة عن ابن عباس قال: ما أنزل الله—عز وجل—كتابا إلى أحب أن يعلم تأويله، قال: حدثنا عبيد الله، قال: حدثنى أبى، قال: حدثنا الهذيل عن إسماعيل بن عياش الحمصى، قال: أخبرنى معاذ بن رفاعة عن إبراهيم العذرى قال: يحمل هذ العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، قال: حدثنا عبيد الله، قال: وحدثنى أبى، قال: حدثنا الهذيل عن سفيان الواسطى، قال: إن مثل من قرأ القرآن ولم يعلم تفسيره كمثل رجل جاءه كتاب أعز الناس عليه ففرح به فطلب من يقرؤه (له) فلم يجده وهو أمى. فهكذا من قرأ القرآن ولم يدر ما فيه. قال: حدثنا عبيد الله، قال: وحدثنى أبى عن الهذيل عن على بن عاصم عن عطاء بن السائب عن أبى عبد الرحمن السلمى عن ابن مسعود، قال: كنا إذا عَلَّمْنَا رسول اللهِ—صلى الله عليه وسلم—العشر آيات من القرآن لم نجاوزهن إلى غيرهن حتى نعلم ما فيهن.
قال: حدثنا عبيد الله، قال: وحدثنى أبى، قال: حدثنى الهذيل عن ابن المسيب عن الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس، قال: القرآن على أربعة أوجه: تفسير يعلمه العلماء، وعربية تعرفها العرب، وحلال وحرام لا يسع الناس جهله، وتأويل لا يعلمه إلا الله—عز وجل. قلت: وما التأويل؟ قال: ما هو كائن. قال: حدثنا عبيد الله، قال: وحدثنا أبى عن الهذيل عن مقاتل أنه قال: فى القرآن خاص وعام، خاص للمسلمين وخاص فى المشركين وعام لجميع الناس ومتشابه ومحكم ومفسر ومبهم وإضمار وتمام وصلات فى الكلام مع ناسخ ومنسوخ وتقديم وتأخير وأشباه مع وجوه كثيرة وجواب فى سورة أخرى وأمثال ضربها الله—عز وجل—لنفسه وأمثال ضربها للكافر والصنم وأمثال ضربها للدنيا والبعث والآخرة وخبر الأولين وخبر ما فى الجنة والنار وخاص لمشرك واحد وفرائض وأحكام وحدود وخبر ما فى قلوب المؤمنين وخبر ما فى قلوب الكافريين وخصومة مشركى العرب وتفسير وللتفسير تفسير. قال: حدثنى عبيد الله، قال: حدثنا أبى عن الهذيل بن حبيب عن مقاتل قال: من قرأ القرآن فلم يعلم تأويله فهو فيه أمى. قال: حدثنا عبيد الله قال: حدثنى أبى عن الهذيل عن مقاتل عن عبد الكريم الجزوى قال: ما أجد أعظم أجرا يوم القيامة ممن علّم القرآن وعلمه. وذكر مقاتل حساب الجمل فقال: يبدأ بخروف أبى جاد فألحقها بها ألف واحد ب اثنين ج ثلاثة د أربعة هـ خمسة و ستة ز سبعة ح ثمانية ط تسعة ي عشرة ك عشرون ل ثلاثون م أربعون ن خمسون ص ستون ع سبعون ف ثمانون س تسعون ق مائة ر مائتين ش ثلثمائة ت أربعمائة باق المعجم: ث خسمائة خ ستمائة ذ سبعمائة ض ثمانمائة ظ تسعمائة غ ألف.
قال: وحدثنا عبيد الله، قال: وحدثنى أبى عن الهذيل عن مقاتل، قال: قال رسول الله—صلى الله عليه وسلم--: ما أنزل الله—عز وجل—فى القرآن الكريم سورة مثل فاتحة الكتاب ولا نزل فى كتب الأنبياء مثلها. قال: وقال النبي-صلى الله عليه وسلم—أعطيت بالتوراة السبع الطويل وهن القرآن، وأعطيت بالإنجيل المثانى وهن هدى القرآن، وأعطيت بالزبور المئين وهن ريحان القرآن وفضلنى بالمفصل.
قال: حدثنا عبيد الله، قال: حدثنى الهذيل عن المسيب بن شريك عن أبى روق عن الضحاك فى قول الله—سبحانه وتعالى--: آلم، قال: أن الله أعلم. قال: حدثنا عبيد الله، قال: حدثنى أبى، قال: حدثنا الهذيل عن أبى جعفر الرازى عن أبى العالية فى قوله—سبحانه—آلم. قال: هذه من الثمانية وعشرين حرفا التى دارت الألسن كلها بها وليس منها حرف إلا وهو مفتاح اسم من أسماء الله—عز وجل—وليس منها اسم إلا وهو فى الآية وبلا آية وليس منها حرف إلا وهو فى مدة قوم وآجالهم فالألف مفتاح اسم الله—جل جلاله--. واللام مفتاح اسمه لطيف والميم مفتاح اسمه مجيد.
الألف آلاؤه واللام لطفه والميم مجده. قال: حدثنا عبيد الله، قال: وحدثنى أبى، قال: حدثنا الهذيل عن أبى بكر الهذلى عن عكرمة فى قوله—عز وجل--: "ذلك الكتاب" يعنى التوراة والإنجيل، قال أبو روق: فى قوله—سبحانه--: "لا ريب فيه" لا شك فيه "وهدى للمتقين" قال: كرامة لهم هداهم إليه. وأما قوله—سبحانه--: "والذين يؤمنون بالغيب" يعنى بالغيب لا إله إلا الله وبما جاء به محمد—صلى الله عليه وسلم—"ويقيمون الصلاة" يعنى الصلاة المكتوبة "ويؤتون الزكاة" يعنى المفروضة "ومما رزقناهم ينفقون" قال روق: هذه للعرب خاصة: وقال أبو صالح، قال الكلبى: قالت: اليهود حُدَيٌّ وُحَيٌّ ومن معهما نحن المتقون الذين يؤمنون بالغيب آمنا بمحمد قبل أن يبعث. قال الكلبى: هاتان الآيتان نزلنا فى اليهود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق